حسن مختار يسأل العالم : هل سمعتم بمتحف حربى تحت الماء فى البحر الأحمر
جريدة جماهيرفوجئت من يومين تقريبا على صفحة البوابة الرسمية لمحافظة البحر الأحمر بهذا الخبر الغامض الغريب:
١٥ قطعة حربية تحت الماء لأول مرة في مصر وأفريقيا:
البحر الأحمر تبهر العالم بإطلاق أول متحف حربي تحت الماء
كانت هذه هى عناوين الخبر ففرحت جدا لأن أى طوبة فى بناء بلدى أعدها إنجاز ومن بناها فله التحية والتقدير ، ولكن تفاصيل الخبر صدمتنى وكانت كالتالى :
نيابة عن اللواء عمرو حنفى محافظ البحر الأحمر، عقد اللواء محمد البندارى السكرتير العام الاجتماع التنسيقى النهائى للإعلان عن أول متحف حربى فى مياه محافظة البحر الأحمر، وهو الأول فى مصر وأفريقيا ليجمع أول٣ مواقع غوص بديلة في الغردقة، بحضور السكرتير العام المساعد الاستاذ كمال سليمان ، واللواء تامر سمير رئيس الإدارة المركزية لشئون مكتب المحافظ ، وذلك بالتعاون مع وزارة البيئة ومحميات البحر الأحمر والمجتمع المدني.
وهنا أتوقف قليلا وأتساءل من هم المجتمع المدنى وهل هم متطوعون أم سيحصلون على سبابيب مثلما حدث فى متحف الغردقة حينما علمت أن شريكا مدنيا يقتسم مال الدولة الذى أتى من مشاهدة آثارها الموجودة فى متحفها المبني فى أرضها ولكن بمال الشريك المخالف وليس بمال الدولة ، وهل كانت المحافظة عاجزة ماديا وتنفيذيا عن إنشاء هذا المشروع العالمى بدون شريك لم يساهم بواحد فى المليون من هذا المتحف الذى يضم مقتنيات لا تقدر بمال ، المهم ما علينا ولن أتحدث عن ما حدث إلا وقت ما يكون تحت يدى ما يساعدنى على فهم ماحدث وما سبب حدوثه ، ولكن موضوعنا اليوم هو ذلك الخبر السعيد الجميل ، الذى يجب عند الإعلان عنه ولأنه إنجاز جديد ورائع لذا وجب التوضيح وكشف التفاصيل أمام الناس حتى يفرحوا بإنجازات حراس الوطن من الذين تم تكليفهم للإرتقاء به وحفظ ماله ، ولذلك أكملوا قراءة الخبر :
باقى الخبر يقول وبعد سنوات من التخطيط والتحضير الدقيق، سيتم إطلاق ثلاث مواقع غوص بديلة فى مصر، بهدف الحفاظ على الشعاب المرجانية الطبيعية بالبحر الأحمر.
تقع هذه المواقع قبالة سواحل محافظة البحرالأحمر، حيث أكثر المواقع ازدحامًا لتخفيف الضغط على الشعاب المرجانية الطبيعية وخلق حيود مرجانية جديدة وتجربة لا تُنسى تجمع بين سحر التاريخ وجمال البيئة البحرية.
وهنا أتوقف قليلا لأقول هل بعد سنوات التخطيط والتحضير المستمر ستنتعش خزانة المحافظة بهذا الإنجاز أم من المستفيد منه هل هى جمعية هيبيكا أم مستثمرين آخرين ، والجزء التالى من الخبر أثلج صدرى ورفع معنوياتى وجعلنى أتفاءل بالقادم .
وهذا هو الأهم فى هذا الخبر حيث أكد البندارى أن هذا الحدث يعد تجربة فريدة من نوعها تحت الماء فأثناء الغوص في المياه الصافية المحيطة بالقطع العسكرية. حيث يمكن للزائرين اكتشاف الكنوز المخفية والكائنات البحرية التي ستجتذبها تلك المعدات الحربية، والإستمتاع بمشاهدة اندماج التاريخ مع الطبيعة، بالإضافة إلى الأهمية التاريخية التي ستمكن هواة الغوص من استكشاف مجموعة من المعدات العسكرية التي لعبت دورًا حاسمًا في تاريخ مصر الحربي. حيث تروي كل قطعة قصة مؤثرة عن الشجاعة والتضحية.
و أوضح السكرتير العام انه سيتم إغراق مجموعة من المعدات الحربية والمكونة من 15 قطعة، كل منها له قصة فريدة وأهمية خاصة، في ثلاث مواقع كالتالي: شعاب السقالة، عروق الطويل، عرق جامع بمجاويش، مما سيخلق مواقع غوص جديدة في الغردقة. كما ستقوم جمعية هيبكا بالمشاركة في عمليات الإغراق وعمل كافة أعمال الرباط (الشمندوات) حول اماكن إنزال المعدات في المواقع شعاب السقالة ،عروق الطويل ،عرق جامع بمجاويش ، وسيتم إغراق كل قطعة بعناية ، مما يخلق مواقع غوص غير عادية تظهر التاريخ العسكري الغني لمصر.
هذا الكلام جميل جدا وإنجاز وعمل جالب للسياحة ولكن التالى كان هو الصدمة لى ، حيث أن الحاضرين فى تدشين هذا الإنجاز ليسوا من روسيا أو ألمانيا أو إيطاليا أو من شرق أوربا أو من الدول المصدرة للسياحة المصرية ، أو وزير السياحة المصرى ومعه هيئة تنشيط السياحة وهيئة الإستعلامات ، بل الحضور الذين تم الإعلان عن تشريفهم ، مع إحترامى لهم ولدولهم غير مفيدين لنا سياحيا ودولهم غير مصدرين للسياحة فى مصر ، وهم الأردن والسعودية وجيبوتى والصومال واليمن والسودان ، وجهبذ المحافظة الدكتور محمود حنفى المستشار العلمى ( مش مفهوم سبب ذكر إسم سيادته ) وجمعية هيبيكا وصحفيين محليين لم يقرأ لهم أحد فى العالم وأتحدى أن يعلم بهذا الحدث أحد غير الذين سيحضروا هذه المناسبة التى إن كانت كما يقولون فهى مناسبة عالمية واقرءوا ختام الخبر:
ومن المقرر الإحتفال بهذا الحدث يوم الخميس القادم بمارينا الغردقة السياحي، ينظمه جمعية الحفاظ على البيئة بالبحر الأحمر هيبكا ، بحضور الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة وعدد من وزراء البيئة العرب من كل من المملكة الأردنية الهاشمية والمملكة العربية السعودية وجمهورية جيبوتي وجمهورية الصومال وجمهورية السودان وجمهورية اليمن، والدكتور محمود حنفى المستشار العلمي لمحافظة البحر الأحمر وجمعية هيبكا ، وعدد من العلماء والمهتمين برياضة الغوص بالبحر الأحمر في حفل التدشين والمؤتمر الصحفي .
فى النهاية يصعب على أن يبذل المحافظ والمسئولين هذا الجهد الجبار ، ليكون هذا الإنجاز الضخم ولا يتم الإعلان عنه خارج مصر حتى لو بمقالات مدفوعة الأجر فى المواقع الإلكترونية والصحف للدول المصدرة للسياحة ، ولم لا يكون ذلك عن طريق الهيئة العامة للإستعلامات ووزارة السياحة بقطاعاتها المختلفة وغرفة شركات السياحة وغرف المنشآت السياحية ، يا ألف خسارة على التنظيم وعلى كيفية التعامل مع الصور المضيئة للوطن والإنجازات تلو الإنجازات التي تحدث منذ تولى فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي مسئولية البلاد ، ولكن يهدرها عدم الخبرة وعدم الإدراك لحجم الأحداث ، وأننى إذ أثنى جهد الذين ساهموا فى إنشاء هذا الحدث إلا أننى حزين لطريقة التعامل معه إعلاميا وسياحيا فى محافظة عالمية تدر دخلا يعادل ثلثى دخل الدولة بأكملها من السياحة ، ولكن كل ذلك يخيب بسبب اللمسة النهائية وعدم إدراك المستشارين الوهميين لحجم المسئولية التى على كاهلهم ، ليبينوا مهاراتهم فى إبراز صور جميلة لمحافظة لها شأن عالمى ولوطن يمثل ركيزة العالم والإنسانية ، لذلك أناشد معالى الوزير الراقى اللواء عمرو حنفي محافظ البحر الأحمر ، بتأجيل الإحتفال بهذا الحدث حتى يكون من بين الحضور صحفيين عالميين ومندوبين من منظمات السياحة والسفر والفنادق وشركات السياحة العالمية ، للإستفادة القصوى من هذا المتحف ، مما يدر عائدا معنويا وماليا كبيرا لوطننا الحبيب.