علاء سليم يكتب : أطروحات الموكوس ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين: جهل بالتاريخ وازدراء للحقوق الإنسانية


في مشهد يعكس سطحية التفكير السياسي والانفصال عن الواقع، خرج علينا الموكوس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأطروحات مستفزة، يدعو فيها إلى تهجير الشعب الفلسطيني قسرًا إلى دول الجوار، مثل مصر والأردن، كجزء من "حل" للقضية الفلسطينية. هذه التصريحات، التي تمثل تعديًا فجًا على حقوق الفلسطينيين ومساسًا بأمن واستقرار المنطقة، لا تعدو كونها ضربًا من العبث السياسي الذي لا يليق بأي زعيم يسعى لحل نزاعات تاريخية معقدة.
أطروحات مستفزة وجاهلة
ترامب، الذي لطالما أظهر انحيازًا فاضحًا لصالح الاحتلال الإسرائيلي، أثبت مرة أخرى أنه لا يعي تاريخ المنطقة، ولا يفهم طبيعة القضية الفلسطينية. القضية الفلسطينية ليست أزمة لجوء عابرة، بل هي قضية احتلال غاشم وحق شعب في استعادة أرضه المسلوبة. إن محاولة ترامب طرح فكرة التهجير تعكس جهله بالتاريخ وبمبادئ القانون الدولي، الذي يكفل للشعب الفلسطيني حقه في العودة إلى دياره، وليس اقتلاعه منها. جاتك وكسه ياموكوس يا أبن الموكوسه
هذه الأطروحات، التي تحمل طابع الاستعلاء، لا تراعي الواقع الجيوسياسي للمنطقة ولا تأخذ بعين الاعتبار الرفض القاطع من الشعوب العربية، وعلى رأسها الشعب المصري، لمثل هذه الحلول المسمومة. ترامب يتجاهل أن فلسطين ليست مجرد أرض يمكن إفراغها من سكانها، بل هي وطن متجذر في قلوب الفلسطينيين وكل العرب.
موقف مصر: رفض حاسم لهذه المهزلة
إن مصر، بتاريخها الطويل في الدفاع عن القضية الفلسطينية، لن تقبل أبدًا أن تكون جزءًا من مخطط كهذا. القيادة المصرية، ممثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي، أكدت مرارًا وتكرارًا أن مصر ترفض أي حلول تنتقص من حقوق الشعب الفلسطيني أو تمس سيادة الدول المجاورة. مصر، حكومة وشعبًا، تقف على قلب رجل واحد في وجه أي محاولة لفرض حلول قسرية تفرغ القضية الفلسطينية من مضمونها.
الشعب المصري، الذي ضحى بدماء أبنائه في الدفاع عن فلسطين، لن يسمح بأن تُستخدم أرضه كمنفى للفلسطينيين، ولن يقبل أن يتحول إلى شاهد صامت على مؤامرات تصفية القضية الفلسطينية.
لماذا أطروحات ترامب مرفوضة؟
1. انتهاك للشرعية الدولية: ما طرحه ترامب يتناقض بشكل صارخ مع القرارات الدولية التي تؤكد على حق الفلسطينيين في العودة وتعترف بدولة فلسطين على حدود 1967.
2. خدمة للمشروع الصهيوني: هذه الأفكار تهدف بشكل واضح إلى تفريغ الأرض الفلسطينية من سكانها الأصليين، مما يعزز سيطرة الاحتلال الإسرائيلي ويعمق معاناة الفلسطينيين.
3. تهديد للسلم الإقليمي: التهجير القسري، إن طُبّق، سيؤدي إلى تفاقم الأزمات السياسية والاجتماعية في المنطقة، وسيشعل مزيدًا من التوترات التي تهدد الأمن القومي العربي.
رسالة إلى ترامب: لا مكان لهذه الأوهام
إذا كان ترامب يظن أن الشعوب العربية ستقبل بتمرير هذه الأفكار، فإنه يعيش في وهم كبير. الشعب الفلسطيني ليس للبيع، ولا يمكن تهجيره من أرضه مهما بلغت المؤامرات. الشعوب العربية، وعلى رأسها الشعب المصري، لن تقبل أبدًا أن تكون جزءًا من هذه المهزلة السياسية التي تحاول تحويل الضحية إلى متهم وتحويل الاحتلال إلى طرف منتصر.
الخلاصة: مصر وفلسطين يد واحدة
إن ما طرحه ترامب هو محاولة مكشوفة لتصفية القضية الفلسطينية على حساب الشعوب العربية، لكنه وأمثاله واهمون إذا ظنوا أن هذه المخططات ستمر. الشعب الفلسطيني سيبقى متمسكًا بأرضه وحقوقه، والشعوب العربية ستظل داعمة له في نضاله المشروع.
مصر، بتاريخها ومواقفها الثابتة، ترفض أن تكون شاهد زور على مثل هذه المؤامرات. التهجير لن يكون حلًا، والاحتلال لن يستمر، والحقوق ستعود لأصحابها مهما طال الزمن. ترامب وأطروحاته إلى زوال، لكن فلسطين ستبقى.
⇧