جيهان شاهين تكتب: ”سيناء التحرير... مجدٌ سُطر بالدم وتاريخ لا يُنسى”

في الخامس والعشرين من أبريل من كل عام، تقف مصر شامخة وهي تحتفل بذكرى غالية على قلب كل مصري... إنها ذكرى تحرير سيناء، الأرض التي رويت بدماء الشهداء، وصُنعت على رمالها حكايات المجد والعزة والكرامة. يومٌ نستلهم منه معنى الصبر والصمود، ونستحضر فيه بطولات لا تُنسى، كتبها رجال حملوا أرواحهم على أكفّهم، فداءً لهذا الوطن العظيم. تحرير سيناء لم يكن مجرد لحظة في التاريخ، بل ملحمة وطنية امتدت عبر سنوات، بدأت بحرب الكرامة في أكتوبر 1973، حين أثبت الجندي المصري أنه لا يعرف المستحيل، وتوّجت بالنصر الدبلوماسي والسياسي الذي أعاد كل شبر من الأرض إلى حضن الوطن. لقد اجتمع السلاح والكلمة تحت راية واحدة، لتكتب مصر سطرًا جديدًا من سطور الكرامة في كتاب التاريخ. وفي هذا اليوم، لا نملك إلا أن ننحني إجلالًا لكل شهيد ارتقى من أجل أن تظل مصر حرة أبية، ولكل بطل ما زال يذود عن ترابها، ولكل يد تبني وتُعمر في سيناء التي كانت ميدانًا للمعركة، وأصبحت الآن رمزًا للتنمية والازدهار. إن سيناء اليوم، وهي تنبض بالحياة من جديد، تحمل رسالة أمل لكل المصريين: أن النصر لا يُهدى، بل يُنتزع، وأن العزة لا تُشترى، بل تُصنع بالتضحيات. فلتكن هذه الذكرى دافعًا لمزيد من العمل والوفاء للوطن، ولتبقَ سيناء دائمًا حاضرة في وجداننا، بأرضها وتاريخها وأبطالها. المجد للشهداء... والتحية لكل من صنعوا هذا النصر العظيم... وكل عام ومصر بخير.